أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، إلى أنّ لبنان والمنطقة يمرّان بظروف "حساسة ودقيقة"، وبالأخص "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني واهلنا الكرام في غزة من جرائم وحشية ضد الانسانية تدينها جميع الديانات والقوانين والاعراف الدولية التي يرتكبها العدو الصهيوني، محميًا من القوى الغربية ويقف مجلس الامن والمؤسسات الدولية في مظهر العاجز حتى عن القيام بما تقتضيه المسؤولية".

ولفت، في مؤتمر مساحات مشتركة بين الأديان في الشرق الاوسط عبر كلمة مسجلة، إلى أنّ "هذا العدوان وهذه الممارسات لحماية الكيان الصهيوني تأتي بعد سلسلة من الاحداث الممنهجة من إثارة الفتن الداخلية تحت عناوين طائفية، في إطار مخطط لتفكيك دول المنطقة إلى دول طائفية ومذهبية، حماية لهذا الكيان الهجين الذي يشكل قاعدة لحماية المصالح الغربية".

وقال الخطيب: "لقد عاشت شعوبنا في هذه المنطقة ولم يكن التنوع الديني سببا في الشقاق والخلاف في اي مرحلة من المراحل، لان الاديان في جوهرها واحدة تشترك معا في الدعوة إلى عبادة الإله الواحد وفي الحفاظ على القيم الانسانية والاخلاقية في اطار من المحبة والتسامح".

وذكر أنّ "المشكلة ليست في التنوع الديني الذي يدعو الى التعايش والتسامح بل في التسييس الطائفي والمذهبي وتحويل الاديان والمذاهب إلى قبائل وفي الاستجابة للمخاوف التي يبثها المستفيدون من الخلاف الطائفي والانقسامات الداخلية لاضعاف المناعة أمام التحديات المتعددة التي تعاني منها بلاد المشرق وخصوصا في لبنان ليبقى بوابة للنفوذ الغربي للتآمر على شعوبنا".

وأضاف الخطيب "نرجو ان يتمكن المخلصون من أبناء هذه المنطقة من كل الديانات والمذاهب ان يرتقوا بابنائهم للوصول إلى الفهم الحقيقي للدين ووظيفته في خدمة الإنسان والقيم الانسانية والاخلاقية، التي تعمل الثقافة الغربية على مسخها والقضاء عليها كما المجتمعات البشرية، وتحقيق السلام المنشود على أرضنا لمنع أعداء شعوبنا من استغلال الدين لاغراضهم الخبيثة وتحقيق مشاريعهم الاستعمارية لنهب خيراتنا، وتعمل على تقسيم وتجزئة بلداننا على اسس طائفية ومذهبية أو طرح الفيدرالية وغيرها من عناوين تخريبية، تحت ذرائع واهية ومفتعلة، منها موضوع المقاومة والسلاح، الذي كان لسد الفراغ والتقصير والعجز الذي أبدته الدولة في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها، والذي ما زال موجودا وقائما في مواجهة الوحش الصهيوني يرتفع معه الشهداء الذي تستحق معه المقاومة الثناء وتكريم الشهداء، بدل إثارة الفتنة بين المؤمنين من أبناء البلد الواحد".

وذكر أنّ ذلك "يستدعي التفاهم لملئ الفراغ في المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، حتى تستقيم الأمور، وتتهيأ الأرضية لرسم استراتجية دفاعية قادرة على الدفاع عن لبنان، بدل توجيه الاتهامات واثارة النعرات والطروحات والاكتفاء بالطروحات السلبية".